مهرجانات ثقافية أم أنشطة ترفيهية وفلكلورية / الشيخ سعدبوه الشيخ عبداتي

الثقافة ليست فقط غناءً أو سباقات تقليدية، بل هي مجموع المعارف، والقيم، والعلوم، والفنون، والعادات، والتاريخ، وكل ما يميز هوية مجتمع ما. فهي تشمل البحوث العلمية والفكرية، والتراث المخطوط والشفهي، والعمارة والعادات الاجتماعية، والموسيقى والشعر والفلكلور باعتبارها جزءًا واحدًا فقط من المشهد الثقافي.
ما يحدث في المهرجانات أن أغلبها يسعى إلى الجذب الجماهيري، فيركّز على الموسيقى والرقص والأنشطة السريعة، لأنها أكثر إقبالًا وسهولة في التنظيم. بينما المحاضرات والندوات العلمية تتطلب تحضيرًا، وباحثين متخصصين، وجمهورًا مستعدًا للاستماع والمناقشة، وهو ما قد يغيب في التخطيط.
وسؤال “من أين أخذوا اسم الثقافة؟” جوابه أن الاسم جاء من الشمولية المفترضة للمهرجان. لكن التطبيق ضيّق معنى الثقافة إلى الفلكلور والاحتفالية، وغاب البعد العلمي والتاريخي والفكري. وهذا قصور في الرؤية، لا في الاسم نفسه.
والمطلوب حتى تستحق هذه المهرجانات أن تُسمى “ثقافية” أن يكون فيها توازن حقيقي بين العروض الفنية والفلكلورية التي تُبرز التراث، وبين المحاضرات والندوات التي تُحيي الوعي التاريخي والعلمي، إلى جانب المعارض والكتب لتثبيت الهوية المعرفية، والمسابقات الفكرية والأدبية لتشجيع الشباب على الإبداع.
بهذا فقط تتحول المهرجانات من مجرد “سهرات” إلى مشاريع ثقافية متكاملة تخدم الوعي والهوية.
الشيخ سعدبوه الشيخ عبداتي




