مع أبي الدبلوماسية…. كتب الأستاذ غلام التيجاني أبو المسعود

مع أبي الديبلوماسية
******************
حولت مبكرا مندوبا للوكالة الموريتانية للصحافة، في مطار نواكشوط.
وخلفت في تلك المهمة الصعبة، الأخ عبد الرحمن ولد بدي ولد الطلبه.
وكانت مهمة متعبة لأنها تفرض السهر الليالي الطوال لحضور تزامن وصول ومغادرة الطائرات ولأنها تتطلب مهارة في أخذ المعلومات والتصريحات من مسؤولين قادمين ومن آخرين مغادرين غالبا ما كانوا متعددين.
أتاحت لي هذه الفرصة التعامل المتكرر مع المرحوم حمدي ولد مكناس أبي الديبلوماسية الموريتانية الذي كان كثير الأسفار في تلك الفترة التي كانت حرب الصحراء فيها على أشدها، وكان المرحوم مكناس يجاهد على الجبهة الديبلوماسية .
كان لبقا محببا لا يعرف من أنا لكنه يعرف بأنني مندوب الوكالة الرسمية فكان يتعامل معي من هذه الزاوية.
كنت أتولى مهمة حساسة وهي نقل حرفي لعناصر أخبار نشاط الوزير بدون تحريف لأن أي عبارة خاطئة قد تقلب الدنيا.
كان يوصيني: احذر على عناصر الخبر ولا تترك فيها حشوا ولا تطول ولا تعلق.
عندما يحاول رئيس التحرير التدخل في أخباري كنت أنبهه أن وزير الخارجية هو الذي حررها : إحذر السيد رئيس التحرير إنك تتدخل في صلب الديبلوماسية.. فكان يجيز أخبار المطار دون تغيير.
أحيانا يدخل المرحوم مكناس قاعة الشرف فأتلقاه فيقول لي بأدب جم:
– بويه هذي المشيه ما تعنيكم.. ودعتك المولان.
أحيانا يقول لي:
– أنا محمل برسالة من الرئيس لأخيه ومرة يضيف لها حسب ترمومتر العلاقات و”شقيقه” وأحيانا “للرئيس فلان ..بدون “أخيه وشقيقه”.
أحيانا يقول لي : انتظرني في المكتب فيمر على الرئيس ويمر علي ليعطيني الخبر وقد يمر علي ليقول لي : ودعتك الملان هذا ما يعنيكم.
ما كنت أفهم ذلك الزمن أنني أتولى مهمة سامية حيث أنني كنت باب نشر النشاطات الديبلوماسية للبلد.
هذه ذكريات مهنية وهناك ذكريات أخرى قد أتطرق لها لاحقا بحول الله.
**
الصورة: الرئيس المؤسس ، وعلى يساره الوزير حمدي ولد مكناس وعلى يمينه السيد محمد ولد سيدي عالي رحم الله الجميع).